السلام عليكم ..
ثأرت هولندا لحلولها وصيفة لأسبانيا بعد خسارتها أمام منافستها على ملعب سوكر سيتي في نهائي كأس العالم جنوب أفريقيا 2010، بإنتزاع صدارة التصنيف العالمي FIFA/Coca-Cola من لا روخا. وهي المرة الأولى التي ينجح فيها المنتخب "البرتقالي" في احتلال المركز الأول في تاريخه منذ استحداث هذا التصنيف وذلك بفضل تألقه المستمر منذ صيف 2008.
وأبلى منتخب أسبانيا بلاءاً حسناً منذ أن توّج بطلاً لأوروبا عام 2008، لكن خسارته أمام إيطاليا في مباراة ودية الشهر الماضي سمحت للمنتخب الهولندي بقيادة مدربه بيرت فان مارفييك في انتزاع صدارة الترتيب العالمي من لا روخا. ومنذ أغسطس/آب الماضي، أضاف وصيف كأس العالم الأخيرة اسمه إلى لائحة مرموقة تضم ستة منتخبات نالت شرف اعتلاء قمة التصنيف إلى جانب ألمانيا والبرازيل والأرجنتين وأسبانيا وفرنسا وإيطاليا. ويأتي اعتلاء المنتخب الهولندي لصدارة التصنيف العالمي كمكافأة لسجل استثنائي منذ أن استلم فان مارفييك منصبه خلفاً لماركو فان باستن إثر نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2008 UEFA.
وكشف فان مارفييك عن سر تألق فريقه في حديث لموقع FIFA.com أجراه معه في يوليو/تموز الماضي "المفتاح، هو أن نفهم بانه لا ضمانات بالفوز في المباراة المقبلة. فالوقوع في فخ الثقة الزائدة بالنفس والتراخي هو ميزة هولندية بحتة. كان يتعين علي أن أواجه هذا العدو منذ اليوم الأول لاستلامي منصبي." ويتميز المنتخب الهولندي بإشراف فان مارفييك باستقرار المستوى وبتقديم عروض جذابة، وهو حطم الأرقام القياسية من حيث معدلات الفوز في السنوات الأخيرة.
يتحدثون إلي عن الأرقام القياسية، لكني صراحة لا أفكر بهذا الأمر على الإطلاق. كل تركيزي منصب على أسلوب لعب المنتخب وذهنية اللاعبين، هذا كل ما يهمني. العدو الأول لهذا المنتخب هو المنتخب نفسه.
بيرت فان مارفييك
فقد سجل المنتخب الهولندي 34 هدفاً في ثماني مباريات ضمن تصفيات كأس الأمم الأوروبية 2012 UEFA، أي بمعدل أربعة أهداف في المباراة الواحدة. فهل يوجد منتخب حقق معدلاً أفضل؟ الجواب بالطبع لا وتحديداً في القارة الأوروبية. وكما فعل المنتخب الذي بلغ نهائي كأس العالم ثلاث مرات اعوام 1974 و1978 و2010، خلال تصفيات كأس العالم الأخيرة عندما حقق مشواراً مثالياً، فإن زملاء آريين روبن يتألقون بشكل لافت على أعلى المستويات. فبالإضافة إلى النجاحات الكبيرة في خط الهجوم، فان المنتخب البرتقالي برهن عن صلابة دفاعية أيضاً في السنوات الثلاث الأخيرة.
سان مارينو ضحية الابداع
وأفضل دليل على الإستعراض الهجومي الذي يقدمه المنتخب الهولندي، المباراة التي خاضها ضد سان مارينو في 2 سبتمبر/أيلول الماضي عندما أتخم شباك منافسه بـ11 هدفاً من دون مقابل. قبل هذا الفوز العريض، كان أكبر انتصار للمنتخب الهولندي فوزه على فنلندا والنرويج بنتيجة 9-0 عامي 1912 و1972 على التوالي. ويقول روبين فان بيرسي الذي سجل رباعية في مرمى سان مارينو "الفوز على سان مارينو أمر يشعرنا بالفخر. لا أتذكر بانني فزت بمباراة بنتيجة 11-0 في مسيرتي الإحترافية."
أما بالنسبة إلى قائد المنتخب مارك فان بومل فيقول "هذا يؤكد بأننا على الطريق الصحيح. الفوز في فنلندا 2-0 في عقر دار الأخيرة بعد بضعة أيام من سحق سان مارينو جعل لاعب وسط ميلان واثق من قدرات فريقه. لم يخسر المنتخب الهولندي بإشراف فان مارفييك أي مباراة رسمية في بطولة كبرى خلال 90 دقيقة، وهو في طريقه إلى تكرار مشواره المثالي في تصفيات كأس العالم 2010 FIFA، خلال تصفيات كأس الأمم الأوروبية 2012 الحالية.
وصرح فان مارفييك عشية إجراء قرعة نهائيات كأس العالم البرازيل 2014 FIFA "يتحدثون إلي عن الأرقام القياسية، لكني صراحة لا أفكر بهذا الأمر على الإطلاق. كل تركيزي منصب على أسلوب لعب المنتخب وذهنية اللاعبين، هذا كل ما يهمني. العدو الأول لهذا المنتخب هو المنتخب نفسه."
ومنذ استحداث تصنيف FIFA/Coca-Cola، يحتل المنتخب الهولندي المركز السابع على العموم، ولم يجتاز المرتبة التاسعة منذ عام 2000. وبالتالي فإن احتلاله المركز الأول في التصنيف الأخير يجعل كل الأنظار شاخصة نحوه.
الــــمــــصــــدر مــــوقــــع الــــفــــيــــفـــــا الــــرســــمــــي