قبل أسبوع واحد من انطلاقة مسابقة دوري أبطال أوروبا، لا شك أن الترشيحات تذهب لصالح برشلونة الفريق الأقوى حاليا، ومن بعده ريال مدريد فكلاهما قد يلتقيان في النهائي
اذا لم يتصادما كما حصل الموسم الماضي، ومن بعدهم تأتي الأندية الانجليزية وخصوصا مانشستر يونايتد ومن بعده تشيلسي بسبب مدربه الجديد سبيشل 2، وقد يلعب سيتي
دور توتنهام في الموسم الماضي، بينما تشير النتائج الواقعية الى تراجع حظوظ آرسنال بسبب بدايته السيئة، ولكن كل سنة يبدأ آرسنال جيدا ثم يفلتها في النهاية، وهذا الموسم
قد يتمكن آرسنال من العودة للمسار الصحيح والعبرة بالخواتيم.
وتعد الفرق الايطالية قوية في هذه المنافسة بسبب قوة الجانب التكتيكي لها، بالتالي ليس من السهل أن تواجه فريقا ايطاليا، رغم تراجع مستوى أندية ايطاليا بشكل عام في الموسم
الماضي، ولكنها قد تعود للواجهة في أي وقت فالفرق الايطالية عبارة عن قنابل موقوته قد تنفجر بأي لحظة وتتوج بلقب ما.
ولا شك أن هناك فرقا لا يمكن التقليل من شانها كبورتو البرتغالي، وحتى مواطنه بنفيكا، وأيضا آياكس أمستردام الهولندي بتاريخه العظيم، وكذلك الحال عند مواجهة فرق روسيا
وأوكرانيا في ديارها، ولا يمكن التقليل من مرسيليا وليل بطل فرنسا وليون وهي فرق تبحث عن انجاز للكرة الفرنسية رغم صعوبة المهمة.
وموضوعي ليس للحديث عن الفرق الأوروبية بالتفصيل، لأني سأحتاج لمساحات واسعة لتحليلها، وبالتالي سيتركز موضوعي على الفرق الألمانية التي تبحث عن العودة المظفرة.
فبطولة دوري الأبطال قد فارقها الألمان منذ 2002، حيث كان آخر تتويج لبايرن عام 2001، وبالتالي مرت سنين طويلة على عدم الفوز، واكتفت بعض الفرق بتقديم مستوى
مميز كليفركوزن عام 2002 والوصول الى النهائي ليكون الفريق الأوروبي الوحيد الذي يصل نهائي دوري الأبطال وهو لم يتوج بطلا لدوري بلاده وبالفعل باير ليفركوزن لم يحصل على
لقب البوندس ليغا ولا مرة في تاريخه لكنه قدم انجازا تاريخيا لا ينسى من ذاكرة الجماهير الألمانية بشكل خاص.
ورغم تأهل بايرن لنهائي 2010 ولكنه يعد أمرا عاديا لأن بايرن فريق قوي في أوروبا ومن الصعب التغلب عليه، حيث توج 4 مرات سابقة باللقب، ولكن كان ظهور شالكه مفاجئا في
الموسم الماضي من خلال وصول الفريق لأول مرة الى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
وكالعادة فان بايرن ميونيخ سيكون الممثل الأقوى لألمانيا لأنه لا يتخلى عن لاعبيه بسبب قوته المالية وهو ناد مغري لأي لاعب ومن يلعب في بايرن يدرك ذلك، حتى أن الهولندي آريين
روبين أبدى مرونة في امكانية تجديد عقده، وخير دليل على قوة بايرن المالية أنه رفض عرضا من تشيلسي لضم ريبيري مقابل 34 مليون يورو في آخر أيام الانتقالات هذا الصيف.
بايرن في مجموعة صعبة قابلة لكل الاحتمالات.
أما باير ليفركوزن فحافظ على الهيكل الذي بناه المدرب المحنك يوب هاينكس الذي يدرب بايرن حاليا، من خلال احتفاظ ادارة النادي بجميع لاعبيه المؤثرين باستثناء التشيلي فيدال
الذي ذهب الى يوفنتوس الايطالي، ولكن الفريق دعم نفسه باكرا بالموهبة أندريه شورليه وهذا التعاقد قد تم منذ الشتاء الماضي، أي أن الفريق تمكن من الحفاظ على لاعبيه وتدرك
ادارة ليفركوزن ان رحيل فيدال من منطقة المحور (وسط الميدان) بامكانهم تعويضها لوجود ثلاثة لاعبين ألمان يلعبون في هذا المركز أبرزهم القائد سايمون رولفس والثاني لارس بيندر
واحتياطهم ميشايل بالاك.
بالتالي فان ليفركوزن يعمل بصمت وفي الحقيقة لن يكون أمرا سيئا اذا تحول لمسابقة أوروبا ليغ، بالرغم من أن المنافسة مفتوحة في مجموعته، مع تواجد بطل بلجيكا (جينك) وأيضا
بالنثيا الأسباني الذي يعد من نفس مستوى ليفركوزن اضافة لتشيلسي صاحب التصنيف الأول والمرشح للذهاب بعيدا.
أما ال BVB وكما تلفظ بالألمانية: بي. فاو. بي. بوروسيا دورتموند بطل أوروبا فهو قدم رسالة واضحة لأوروبا بأنه يريد عمل شيئا هذا الموسم، من أجل الاحتفاظ بلاعبيه، ومع اعتراف
الادارة بأن صانع الألعاب ماريو غوتسه قد ينتقل الصيف المقبل بالرغم من أن عقده ينتهي في 2014، الا أن رسالة دورتموند في المنافسة تجلت برفض عرض مغري من آرسنال وهو 40
مليون يورو في آخر أيام الانتقالات ورفض اللاعب الانتقال الآن، بالرغم من أن سعر اللاعب سيتعرض للزيادة أو النقصان حسب مستواه ونوعية النادي الذي يقدم العرض.
ولا شك أن الذي لم يتابع مباريات البوندس ليغا لا يمكنه الحكم على مستويات الفرق، لكن الجميع يدرك حجم بايرن بدون متابعته فهو غني عن التعريف، أما دورتموند فهو سيحاول
النهوض مجددا على المستوى الاوروبي، حيث أكدت ادارة الفريق بأن الهدف الأول هو التأهل لدوري الأبطال الموسم المقبل باحتلال أحد المراكز الأربعة الأولى، بينما الهدف الثاني سيكون
التألق أوروبيا هذا الموسم.
ولكن من أعلاه أن أكبر تحدي سيكون للمدربين روبين دوت (ليفركوزن) ويورغين كلوب (دورتموند) اضافة لعدد كبير من لاعبي الفريقين، حيث سيلعبون لأول مرة في مسابقة دوري الأبطال.
ولا شك أن التحولات الكبيرة في الدوري الألماني لا تمكن ناد من الثبات في انهاء الموسم بالمراكز الأوروبية بسبب أن الفريق المتألق يتعرض لمأزق بيع لاعبيه للحصول على المقابل المادي،
بالرغم من محاولات التجديد للاعبين الجيدين، لكن العروض المقدمة لا ترتقي للعروض القادمة من اندية أوروبية أخرى، مما يجبر اللاعبين على المغادرة، وهذا أحد أهم الأسباب لعدم قدرة الاندية
الالمانية على التتويج بألقاب أوروبية.
وأيضا نوعية البديل الموفر في حالة انتقال لاعب لا يكون جيدا، بحيث يحتاج لصقل، بحيث تخيلوا رحل أوزيل للريال مدريد وجاء بريمن بلاعب برازيلي يدعى فيسلي بنصف قيمة أوزيل 7 ملايين
يورو لكن هذا اللاعب كان لا يستحق هذا المبلغ بسبب تواضع مستواه وكان أحد أسباب فشل بريمن الموسم الماضي.
بالتالي لا يمكن قول كلمة الكرة الألمانية بمعناها الكامل على الأندية، لأنها تملك عدد من المحترفين وفي حقيقتهم هم يقلون عن امكانيات اللاعب الألماني.
بدليل أن ألمانيا سيدة اوروبا في كأس الأمم الاوروبية، وهي تفوز بالكأس بعقلية ألمانية خالصة وأيضا بلاعبين ألمان بينما الاندية تتوج بالألقاب من خلال مساعدة لاعبين أجانب.
وقد يكون حصول الدوري الألماني على 4 مقاعد مصدر جذب للاعبين المحترفين الجيدين، وأيضا قانون 5+6 أو 6+5، أو العدالة المالية واللعب المالي النظيف المزمع اعتماده.
اذن محور الموضوع، هل الفرق الألمانية قادرة على العودة للألقاب من خلال هذا الموسم خصوصا ان النهائي في اليانتس أرينا؟، وكلنا يعلم أن دورتموند هزم اليوفي (3ـ1) في نهائي
1997 في ميونيخ أيضا لكن في الاستاد القديم الذي يسمى (اولمبيا شتاديون).
مع أننا قد أشرنا الى صعوبة المهمة من خلال تواجد فرق عملاقة كما ذكر في مطلع الموضوع.